لماذا ليس علينا أن نكره سنة 2014؟

إحتفالات طرابلس بذكرى إنتفاضة فبراير – ميديا ميدان الشهداء
كعادتنا، من سنةٍ إلى سنة نترحم على السنون السالفة ونلعن سنتنا المُرة، الحنين للماضي هو نمط حياة مجتمعنا، ليس المجتمع الليبي وحده إنما كافة -لنقل جُل- مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لماذا ليس علينا أن نكره سنة 2014 في ليبيا تحديدًا؟

بداية لطيفة

إنتخابات الهيأة التأسيسية (لجنة الستين)

VOTED
إنتخاب ممثلي سرت في الهيأة التأسيسية – صورة من تويتر @LibyaFromFrance

في مطلع عام 2014 وفي يومه الأول تُبشرنا وكالة الأنباء الليبية الحكومية بخبر إعلان المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات بتخطي عدد المسجلين في قوائم الناخبين المليون ناخب، الرقم الهزيل نسبيًا مقارنة مع إلإنتخابات التشريعية 2012، وفي ذات الوقت إنطلقت حملة الدعاية الإنتخابية لمرشحي الهيأة التأسيسية المكلفة بإعداد وصياغة الدستور، دستورٌ يتفائل به المتفائلون -لأكن منحازًا وأقول الواهمون- ولا يرى فيه المتشائمون إلا حبرٌ سيلوث الورق لا أكثر ولا أقل في ظل أنا السلاح بيد “المجتمع الجاهل”.

“إنتخب من أجل دستورك” الجملة التي ملأت الطرقات ولاقتك أينما وليت وجهك في المدن الليبية الكبرى بالخصوص، وبنسبة 45% شارك الليبيون في “إعداد دستورهم” في إنتخابات يوم 20 فبراير/شباط، عزوف كبير في التسجيل الميسر والمشاركة بسبب “يأس” عم الشارع من إمكانية التغيير والسلبية كما وصفت آنذاك، وفي مقابل كل ذلك كانت مفوضية الإنتخابات قد أعدت إنتخاباتٍ بمستوى جيد جدًا إعلاميًا وتنظيميًا -عن نفسي في يوم الإنتخاب ذاك شعرت للمرة الأولى في ليبيا بأنني أعامل كإنسان!- وإن لم تنتخب كل المدن ممثليها بسبب مقاطعة الأمازيغ المطالبين بحقوقٍ لهم، وأحداث عنف وتطرف عصف بمدن أخرى على رأسها بالطبع مدينة درنة.

إنتخابات مجلس النواب

الليبيين بشيكاغو: إنتخاب مجلس النواب الليبي - صورة عن @libyanproud
الليبيين بشيكاغو: إنتخاب مجلس النواب الليبي – صورة عن @libyanproud
موظفي الإقتراع لإنتخابات مجلس النواب - طرابلس
موظفي الإقتراع لإنتخابات مجلس النواب – طرابلس

بعد أسابيع قليلة من إنتخابات فبراير شباط التأسيسية جرت إنتخابات تشريعية في 25 يونيو/حزيران التي أفضت بتأسيس مجلس النواب إنصياعًا لإحتجاجات شعبية واسعة باسم “لا للتمديد” في مدن ليبية مختلفة طوال أشهر ضد “المؤتمر الوطني العام” وصلت إلى حد تهديد هذا الأخير بالهجوم المسلح عليه من قبل ميليشيات لثوار سابقين محسوبة على مدينة الزنتان.

هذه الإنتخابات هي الأخرى لم تمد سنتنا “2014” بروح الأمل اللازم بعد فقدان كل ما أمكن تشربه من إنتخابات “لجنة الستين”، الإنتخابات التشريعية مرت بظروف عسيرة وصراع مسلح على أشده ما بين ميليشيات شبه نظامية ونظامية أعلنت عن “عملية الكرامة” للقضاء على جماعة “أنصار الشريعة” وحلفائها والتي لم تكن مدرجة أمميًا على قائمة الإرهاب وقتها.

مظاهرة لا للتمديد بطرابلس – عن ميديا ميدان الشهداء

فرحٌ كروي

إحتفالات في طرابلس للفوز بكأس أمم أفريقيا للمحليين – عن ميديا ميدان الشهداء
“علي الزغداني” فرحًا بفوز المنتخب الليبي

في يومٍ ماطر من أيام يناير/كانون الثاني المئِات من الليبيين إحتشدوا في ميدان الشهداء بقلب العاصمة طرابلس كانت تلك اللحظة تجسد عودة الإنسان الليبي إلى حالته الطبيعية العاشقة للحياة والترفيه، العاشقة للمستديرة التي صارت لا شيء بسبب وباء التسلح المنتشر والعنف المتصاعد، كانت تلك الصور المميزة للزغداني فرحًا بفوز منتخب بلاده وظفرها لكأس بطولة قارية للمرة الأولى في تاريخها خير تعبير عن ما يجب أن يشغل بال الليبيين، لكن هذا لم يدم طويلاً.

نهر الموت – الحرب الأهلية

طائرة ليبية تحترق على مدرج مطار طرابلس الدولي – صفحات فيسبوك

لا تأثير “للأحداث اللطيفة” في وجه العنف والموت المتصاعد، بنغازي التي فتح صنبور الإغتيالات فيها لأعوام إنفجر وصارت الإغتيالات فيه يومية بأعداد ليست بالهينة، وفي نهاية الربع الأول من العام ظهر ما عرف بعملية الكرامة للقضاء على متطرفين إسلاميين أتهموا بالوقوف وراء عمليات الإغتيال الروتينية بالمدينة، لتنطلق حربٌ لم تنتهي حتى الآن.

معارك بمنطقة الصابري في بنغازي - عن @fadelullahbujw2
معارك بمنطقة الصابري في بنغازي – عن @fadelullahbujw2

كيف لنا أن لا نكره سنة 2014 وفيها قد خطفت روح توفيق بن سعود وسامي الكوافي، وسلوى بوقعيقيص، مفتاح بوزيد، والكثير؟! هل سنكره سنة 2015 أيضًا؟! لا أحتمل غير ذلك حقًا.

11-14

صورة أرشيفية - المصور عبدالله دومه ©
صورة أرشيفية – المصور عبدالله دومه ©

(1)

أناسٌ خرجوا للتظاهر ردوا عليهم بالمياه الساخنة والرصاص، الناس “دمها حامي” إقتحمت المعسكرات وتسلحت، ووحدات عسكرية انشقت.

(2)

حربٌ أعلنت بين جيشٍ ومتطوعين، وبين جيشٍ منشق ومتطوعين ايضًا.

(3)

حربٌ أهلية، سماها طرفٌ بالثورة المسلحة، والآخر أعلنها حرب للدفاع عن الوطن “وسلطة الشعب”.

(4)

لحماية المدنيين تدخلت دولٌ، سميت من الطرف الأول “طيوار ابابيل”، والآخر قاتلها وأعلن الحرب على العدو “الصليبي الغاشم” المستعمر.

(5)

إنتهى الأمر، أو هكذا قيل.

(6)

الحرب الأهلية الأولى كانت زلزال له إرتدادات

(7)

حروبٌ أهلية في الجنوب بين التبو والعرب؛ حروبٌ قبلية في غرب البلاد

(8)

الحرب الأهلية الباردة في طرابلس ما بين الزنتان ومصراتة مستمرة

(9)

حربٌ أهلية في بني وليد، تنتصر مصراتة فيها (أو درع ليبيا) أمام التلفزيون.

(10)

ماحكَّ المُماحِكون مُماحكاتهم السياسية، واختطف الخاطفون مخطوفيهم، وابتز المبتزون مُبتزِّيهم، وسار السائرون في غير مساراتهم.

(11)

ميليشيات نظامية تقاتل في ميليشيات شبه نظامية في بنغازي بإسم الحرب على الإرهاب في بنغازي والحفاظ على الثورة من الإنقلاب.

ميليشيات شبه نظامية تقاتل في ميليشيات شبه نظامية في طرابلس بإسم الثورة وعدم “سيطرة” ايدلوجية على البلاد.

(12)

حرب السياسة إنتهت، لا شيء يعلو فوق صوت السلاح

(13)

الغراد يقصف داخل المدن، لا بد أن تتجرع كل المدن من ذات الكأس، روح الإنتقام

(14)

برلمان يطالب بتدخل خارجي بعد ان عجز عن إيجاد حل وانفلت الأمر، “وطنيون” يرفضون تدخل الغرب لعدم “خيانة” الثورة.

(00)

ثلاث أعوام من الإحتراب الأهلي الدائم المتقطع، بلادٌ مزقها السلاح واستذكرت كل خلافاتها التاريخية او العرقية، أموال ضُخت لتزيد من النفوس الملوثة، بإسم الدين، وبإسم الوطن، وتارةً بإسم الشعب، وعادةً بإسم الثورة، قُتِل الشعب، من 2011 حتى 2014 وإلى ما بعده ظلَّ الليبييون يتقاتلون دون وعي؛ في البدء انقسم الشعب لقسمان (قسم مع الحرية وآخر عبيد للديكتاتورية) هكذا رأى الطرف الأول، أما الثاني فكان يرى ( قسم مع المستعمر، وقسمٌ يدافع عن الوطن) غاب الطرف الثاني وظل الطرف الأول منتصرًا، أو هكذا ظهر الأمر في البدء، إنقسمَ الأول فخونَّ أصدقاء الأمس بعضهم البعض، المال فعل.

تعطش الجميع للدم، عشقوه، أدمنوا عليه لحد الثمالة، ضجيج آلة الحرب قد يكون نشازًا بالنسبة لك، لكنه لهم أعذب صوت، ولا زقزقة العصافير يا أخي!؛ بادر البعض بمبادرات من أجل المبادرة، واطلق آخرين دعوات حوارٍ من أجل الحوار، وهكذا أستمر الأمر إلى فشل، نظِّمت إنتخابات من أجل الإنتخاب حتى صار لدينا إنتخاباتُ شبه نصف سنوية، تارة انتخاباتٌ محلية، وتارة اخرى تشريعية، وتارة دستورية، قد ننتخب حكومتنا غدًا من يدري؟

إستمرت الحرب، ووجد برلمانٌ جديد نفسه في قلب صراعات عسكرية تدك المدن، فكر في حوارٍ وفشل، فكر في ضغطٍ بواسطة تدخلٍ أجنبي، فنعث بالخائن “للثورة” تلك الثورة التي ما كاد لها ان تحيا لولا ذاك التدخل، هل التدخل هو سباب ما نحن فيه؟ ربما نعم، وربما لا؛ الأمر ينبثق من موقفك إتجاه الحدث، لكن اللعب والإزدواجية تجعلك كاذبًا لا يقيم لعقله وزنًا، ما تكذبش وتعيش كذبتك، ما بين 2011 إلى 2014 مافيش شيء تغير، حرب أهلية مستمرة وقودها الدم.

الحرب هنا مستطونة، في اللاوعي.

الخاتمة

– حمامة الحب – أو- حمامة السلام طرابلس (*)

-1-
في اوائل فبراير ونهايات يناير اي في غمرة ما اصطلح عليه بـ(الربيع العربي) خرج العشرات من المنظرين والفلاسفة على الشاشات كل منهم اخذ يستعرض عضلاته بأنه كان قد تنبأ بما سيحدث وان الثورات ستجتاج الافق.
-2-
ما من احد اليوم، اعاد اسطوانة نباهته بالتنبأ بهذا الربيع ان كنت ساحسن النية ساقول لقدم الاسطورة، ولكن الواقع هو انهم لا يريدون ان يشاركوا الآم شعوب تلك الدول المنتفضة على شبحها (حكامهم)
-3-
“الخطة ساهلة انزل للشارع اجري وعيط واحرق كم مقر وانتهى الموضوع”
-4-
الخطة فشلت، الثورة اصبحت حرب
-5-
اخرج على القنوات العربية والاجنبية على حد سواء وقُل بعض الاساطير ودعها تنتشر في الهواء، قُل مثلاً أن الالاف قد قتلوا او اغتصبوا قُل مثلاً ان طرابلس بكاملها ملغمة في مجاريها وانه بكبسة زر ستصبح اثرًا بعد عين، لا عليك قل ما تشاء ومتى تشاء فالاثير لك…
-6-
اقتل، لا باس… هم اعتدوا علينا ونحن نقوم بالدفاع عن النفس وحسب!
-7-
“بِسسسس، مش هِذَا (أو هضا) ولد فُلان اللي اللي كان يقاتل في الجبهة مع معمر؟
ايه والله إلا هو!! تي اقتل ال****
طاف،طاف،طاف”
-9-
(حررناها ليبيا وحررناها….)
-10-
“اسمع في فلان قالوا قاعد في مدينة كذا تتذكره؟ خلاص هيا نوتوا روحنا ونمشوا نشدوه ونكسدوا عليه شوية”
-11-
البروفسور فلان بن علان “اللي يصير في ليبيا توا هضا حراك صحي وطبيعي جدًا”
الدكتور علان بن فلان اناشط السياسي: “اللي يصير في ليبيا توا هضا حراك صحي وطبيعي جدًا”
المحلل السياسي: “اللي يصير في ليبيا توا هضا حراك صحي وطبيعي جدًا”
الاعلامي والكاتب الصحفي: “اللي يصير في ليبيا توا هضا حراك صحي وطبيعي جدًا”
-12-
نزلوا الفلوس والا مازال؟
مازال!!!! تي (t) والله إلا ما نهدوا ع الوزارة يا يعطونا فلوسنا وحقنا يا اما نمسحوا الوزارة مسح ونطيحوه فوق روسهم.
-13-
“تهميش ياهو نحن مهمشينا، وتعبنا من المركزية”
-14-
” لا شرقية ولا غربية ليبيا وحدة وطنية” (رددت الجموع)
-15-
“الاسلام هو المصدر الوحيد للتشريع”
“الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع”
“الدولة لا دين لها”
الشيخ قال ان فلان عملاني والعياذ بالله!
-16-
“انا عضو من مدينة مجاهدة ثايرة و (بصقة)”
“ما تزايدنش علينا يا ****، ****”
-17-
نبّوا نهجوا! والله البلاد ما عاد تنطاق!
-00-
هل لنا بالعودة إلى الوراء؟ إلى النقطة الصفر! طبعًا لا.. انبلجت في منتصف فبراير من 2011 ثورة وفي رواية اخرى فورة وفي ثالثة ازمة اخذت منحى الثورة المسلحة يرى البعض والحرب الاهلية كما يراها البعض الاخر!
في الازمات تكثر الاكاذيب وهذا ما حدث الطرفان كذبا، لكن الطرف (الثائر) كذب كثيرًا ولم يتشجع لمصارحة نفسه بالحقيقة، حقيقة اكاذيبه وجرائمه، حقيقة الجرائم المستمرة للتو في السجون السرية والصراعات العائلية بالسلاح، الموت في هذه الاراضي القاحلة اصبح اسلوب حياة.
قال احدهم في بداية الازمة ساخطًا من “الدكتاتور القذافي”

’’ هذا الرجل ما عمره قال ايها الشعب الليبي العظيم ‘‘

كانت كذبة، أي نعم… لكن انحن شعبٌ عظيم؟ ما العظمة في قتل بعضنا البعض، هل العظمة في عنصريتنا؟ ام جهلنا واستعباطنا؟ أم ان العظمة هي في خمولنا واتكاليتنا؟
لن اغضب إن قال لي احدهم الشعب الليبي فاس
د، او شعب المليون فاسد، او حتى ان شخصنّ الامر وقال “انت فاسد”!
الفساد قد استشرى في دمنا، من يقطع الاشجار ليزرع مكانها علب اسمنية رمادية اللون ليس إلا فاسد ساذج، من يقتل من يعذب ويعتدي، اليس بفاسدٍ؟ من سرق مال حكوميًا بشعار “رزق حكومة ربي يدومه” اليس بفاسد؟ من سرق المقار الحكومية المدنية والعسكرية وبيوت المواليين للنظام الاسبق بذريعة “غنائم الحرب” اليس بفاسد؟
الم نتعلم الفساد من نعومة اظافرنا؟ الم تحفزنا تلك الاستاذة على الغش عند مراقبتها على لجنة الامتحان وتطلب منّا مد يد العون لبعضنا لنجتاز الامتحان؟ ذاك الذي يغرز خيمة عرسه او عزاءه في منتصف الطريق ويغلقها اليس بفاسد؟
سائق الشاحنات العملاقة الثقيلة على تلك الجسور والكباري الهزيلة الضعيفة التي لا تقوى على تحمل كل هذا الثقل، اليس بفاسد؟
ذاك الذي اطلق لحيته واعلن انه وكيل الله على الارض ويقيم من يدحل للجنة ومن النار حسب هواه، ايكون غير فاسد؟
ايها الشعب الليبي العظيم، ان فسادنا ليس فسادًا مالي انما اخلاقي اجتماعي…
طهروا انفسكم من قذارة هذا الفساد!
-01-
نحن نعيش في حياة وهمية اليوم…
امنٌ وهمي، حرية وهمية، كل شيء وهمي زائف .. في لحظة ما وبشكل مفاجئ كل هذا ينتهي في لمح البصر وكانه سراب!
عبّر كما تريد قُل ما شئت، لكن فجاة قد تكون نهاية ما تقول برصاصة طائشة او انفجار سيارة او رميًا بالرصاص مع سبق الاصرار والترصد، وكثيرًا ما تكون ضحية بيد ميليشيا تشعر بـ”الكساد” فتقوم بتمضية الوقت بالتنكيل بجسدك حرقًا جلدًا او طرق أبشع لا تخطر على بال احد، فكما رددوا “لا شفقة ولا رحمة” فالانسانية قد قتلت ودفنت في اعماق سحيقة بكيانهم!
في زمنٍ اصبح من الخطأ ان تقول انك لا تملك سلاح، ومن عدم الصواب ان لا تكون قبليًا وتحتمي بحض القبيلة التي قد تدافع عنك، في هذا الزمن ساتوقف، السلام والسلم لا يجتمعان مع الجهل والسلاح والتطرف!
فوضى التطرف الديني والعقائدي والقبلي وكذا العرقي العنصري…
بهذا اكون قد وصلت للخاتمة، خاتمة العشرات من التدوينات التي كان كثير منها متناقض، هكذا كنت افكر وهكذا انا افكر، وبما انني قلت جل ما عندي فلا حاجة لي في التدوين على الاقل في هذا الزمان، قد اعود مع صباح الغد إن اشرقت الشمس مجددًا على هذه البقعة من الارض المنسية المليئة بالكآبة، قد يعود الامل!
قد اعود، ولكن ليس اليوم…
فقد سئمت من الثرثرة ولا امل!
__________________________
(*) الصورة من مدونة http://neveronwednesday.blogspot.com والقطعة الفنية من إلهام “إريك رافيلو”

برلماننا وحجب المواقع، حجب الاباحة على الشعب ام على نواب الشعب؟

المؤتمر الوطني العام والانترنت!

تم بحمد الله وتوفيقه حجب أكثر من 962000 ( تقريبا مليون ) موقع إباحي عن الظهور في ليبيا. للعلم كان الوصول لهذه المواقع يشكل مابين 30% إلى 40% من استخدام الانترنت في ليبيا.

بهذه الكلمات اعلن السيد “محمد زايد”  رئيس لجنة الاتصالات بالمؤتمر الوطني العام عن حجب مئات المواقع على شبكة الويب، هذا هو الإنجاز الذي استطاع ان يحققه البرلمان إضافة للقرار رقم 7 الذي قتل العشرات من الاطفال والنساء وطهرها من “قدم خميس” ابن القذافي المزعومة اضافةً لبعض الانجازات البسيطة الاخرى هنا وهناك كالعراك مع بعضهم البعض والسب والبصاق…!

صفق الكثير لهذا الانجاز التاريخي الذي قام المؤتمر الوطني العتيد بالاشراف عليه، هكذا صلُح المجتمع الليبي وهكذا سيتخلق شعبنا العظيم بالخلق السوي القويم… فقد اغلقنا ابواب الشياطين، عظيم عظيم… ولكن يا من يقطر الدهاء من عقلكم الم تسمعوا ان فك الحجب بسيط ولا يحتاج إلا لتنزيل برنامج وكأن شيئًا لم يكن؟

ثم اين وعود شركة ليبيا للاتصالات والتقنية -المحتكرة- المتكررة التي تعد بانها لم ولن تحجب أي موقع إلكتروني إلا بقرارٍ قضائي؟

لحظة..

هل قرار لجنة الاتصالات هذا هو لردع الفساد الذي تفشى في المجتمع ام ان هناك شيئًا اخر في الكواليس؟ ربما يكون القرار موجهًا بالاساس لاعضاء المؤتمر انفسهم! “نواب برلمانات العالم فيش خير منّا؟”

[1] أعضاء وموظفو البرلمان البريطاني يتصفحون المواقع الإباحية – القدس العربي 

[2] السياسيون واللعب وقت الجد – سكاي نيوز عربية

طراطيش كلام عن النهضة!

بقعةٍ من الأرض تدعى ليبيا جنوبها يحتضن ثروات مائية وشمالها يحتضن بحر المتوسط بشرقها الاخضر وغربها الخصب للزراعة، وبعمومها مرصعة بكنوزٍ اثرية واحواض نفطية.

اهو بلدٌ شاسع..؟
 أي نعم.
وما حال اهلها؟
نفرٌ قليل، عندهم من المُعضلات كثير!
أعندهم زلازل أم أعاصير ما المخاطر وما هذه المعضلات الكثير!؟
يا سيدي، هذه البلاد تعج ببشرٍ للعمل هم لكارهون، تعج ببشرٍ تفوح من جسدهم رائحة الكراهية المقززة! حبهم للكره بكافة اصنافه واشكاله تفوق أي حبٌ عندهم، إنه عشق للكراهية بلا حدود.
يا سيدي، إنهم أناسٌ يستمتعون بإراقة الدم، بل وبه يتلذذون!
جهل وتخلف كرهٌ وحقد فوضى خراب دم تعذيب هات ما عندك من سلبيات الدنيا وضعها هنا، فهي في رواية ما هنا ولدت!
آن الأوان يا أمة أن تنهضي، قالها العشرات والمئات بل والالاف، لكن هذه الامة لم تنهض!
أنعيب الزمان والعيب فينا؟
كفانا عبثًا وإلقاء اللوم عن هذا وذاك، عن قائد حزبٍ تارة، ورئيس حكومة تارة أخرى…
آن الأوان لان نصارح أنفسنا بان العيب جُل العيب فينا لا مسؤولينا، كفانا بالقاء اللائمة على الحكومات وحسب.
كم من مليار صرفت لتمنح لهذا الشعب كمرتبات نظير عملهم، استدرج حديث دار مع صاحب تاكسي حين قال:
” والله أنا نشتغل في الشركة العامة للكهرباء، تصدق ليا 6 سنين معش مشيتلهم حتى شكل المبنى نسيه، والحمد لله ناخذ في مرتبي كل شهر، ومديري من كم يوم اتصل بيا وقال انهم دارولي زيادة المرتبات الجديدة وقالي عّدي للمصرف بيش تاخذهن”
ليست مزحة، إنما هو يقولها بكل فخر، هؤلاء هم سواعد هذا الوطن الذي يريد ان ينهض، يأخذ ولا يعطي، ولا يكف عن قول “هات” طالما ان النفط يضخ، ودخان الغاز المتحرق للهواء متصاعد هو مطمئن، وحتى إن توقف فهو لن يتوقف عن قول هات فالنفط لم ينضب بعد.
أمة يكره فيها السلفي الاخواني، والاخواني الليبرالي، وإلى آخر قائمة التصنيفات، تريدون من هذه الأمة أن تنهض؟
هات يدك، ليس لتقبض المال، بل صافح أخاك، تخلوا عن النظرة العنصرية والدونية، تخلوا إنتماءتكم الطائفية القبلية والدينية والسياسية، هات يدك وافتح قلبك إجعل منه شاسعًا كما ارضك، هذا البلد الشاسع يضيق على ابناءهم!
لنحقق نهضة في القاعدة.
اما من حراك مدني حقيقي، اما من أحد يشد زمام المبادرة من اسفل القاع، من القادة نوروا العقول، كفانا جهلاً لما نُصر على العودة للوراء.
أنظر امامك دع بصرك فقط للامام ولا تلتفت، كفانا حديثًا عن الماضي وإنجازات النضال، نضال اليوم هو لتنوير عقول اهل الوطن لتعود قيم الانسانية والتسامح، لتنهي البغضاء!
تالله لامر محزن أن يُصر البعض على العودة للوراء، المرأة مكانها بيتها، وإعادة أسواق النخاسة، أتودون العودة قرونًا للوراء!
اليوم نحن بحاجة لحراك مدني حقيقي يعلن ثورة في القفافة والفكر والعلم، ثورة تنير العقول التي أظلمت، ثورة تعيد للشعب انسانيته التي خطفت، ثورة تعيد أخلاق الليبيين ليعودوا بشرًا بعد أن عاشوا في غابةٍ لعقود.