دراغنوف، مسلسل بطعم السيئة الحسنة

Dragunov poster  - بوستر مسلسل دراغنوف
Dragunov poster – بوستر مسلسل دراغنوف “دراجنوف” 

مُسلسل دراغنوف -أو دراجنوف كما يطلق عليه أصحابه- نال ما ناله من ضَجّة العمل الدرامي الليبي الأضخم على الإطلاق، الشيء المشابه لمسلسل “باب البحر” الذي لم يرى الوجود اصلاً لإندلاع انتفاضة فبراير عام 2011 حيث كان مُمولاً من الهيأة العامة لإذعات الجماهيرية شأنه شأن جُل المسلسلات آنذاك.

الجديد في دراغنوف عن غيره من الأعمال الليبية التمثيلية والتي تتسم بالرداءة دائمًا هو محاولة ان يكون العمل واقعيًا بالفعل وإستخدام تصوير مثقن فيه، الجديد الآخر هو تحول كاتب المسلسل “سراج هويدي” لكاتب مسلسلات درامية متصلة بعد ان اعتدنا عليه ولطيلة سنوات كاتبٍ كوميدي في مواسم مسلسل “ليبيات” المخلفة وأيضًا “فوبيا” يُصيب ويخيب.

دراغنوف قطعة السلاح الروسية، هي مسلسل تلفزيوني ليبي، ما إن عُرضت الحلقة الأولى، إشتعل فتيل الإنتقادات وزادت نيرانه.. إنتقادات كانت متعجلة فقط لمصدر التمويل ليعنون المسلسل بالخط العريض في الفيسبوك وتويتر بالمسلسل الإخواني، التهمة الكفيلة بإفشال وإقصاء وتدمير أي شيء حاليًا في ظل موجة كراهية الإخوان، لسببٍ ومن دونه.

مسلسل دراغنوف والذي سعى لأن يُحاكي الحقبة الزمنية منذ عام 2011  وما بعدها، وقع في أخطاء كثيرة من استخدام سيارات وهواتف ذوات إصدار أحدث من الحقبة الزمنية المستهدفة وهذا الأمر غير منطقي ولا يمكن أن يبرر فأنت تحاكي احداث ذاك الزمن والأمر يصل لأشبه بالتزوير! لوحات معدنية للسيارات كتبَ عليها الجماهيرية بالخط الديواني رغم أن في ذلك العهد كانت تكتب بخط الرقعة، لم يمضي من الدهر شيءٌ كثير لكي تنسى هكذا تفاصيل بسيطة بسُرعة .

العجلة في انتاج المسلسل تبدو وضحة من اللهجة الليبية السيئة التي حاول الممثلون غير الليبيين في العمل إثقانها ولكن لم ينجحوا، مع الأسف! اللهجة السيئة كانت عُنصر مشتت أساسي في المسلسل كان من الحري ان يتم استعمال الدوبلاج او تمرين الممثلين بشكل مكثف أكثر! لن أقول كان يجب ان يتم استخدام ممثلات ليبيات بدلاً من استقدام تونسيات، ففي الواقع الممثلات الليبييات في تناقص منذ    حرب 2011 وهن بالأساس كانن قِلة ومعظمهن من فئة كبار السن ولا اعتقد انه من المنطقي ان تمثل ممثلة عجوز دور انسة شابة جامعية! شوية منطق معلِش؛ فأدوار تمثل في مرأة لتابوهات كتخدين سيجارة، أو التعرض للإغتصاب حتى وإن لم يصور مشهد موحي قريب بذلك هو أمر مقلق في العادة لأي ممثلة ليبية، فهي تعي أن سمعتها المشوهة لا تنقصها تمثيل هكذا دور.

دراغنوف او دراجنوف بالمنطق، هو مسلسل فاشل، سيء، رديء، لكنه أفضل ما ساء به الليبييون للتلفزيون!

برنامج المش برنامج.. وقع في الفخ!

برنامج المش برنامج

منذ ظهور برنامج البرنامج الكوميدي المصري لباسم يوسف حاول الكثير محاكاة فكرة البرنامج مصريًا وحتى خارج مصر، هنا في ليبيا… الأرض الخصبة فعلاً للكوميديا السوداء ذات السياسيين والإعلاميين النكتة!

مؤخرًا شق برنامج المش برنامج طريقه بشهرة نسبيه بعذ إذاعته على راديو تريبوليتانا اف ام وعلى الانترنت في يوتيوب وساوندكولد، الحلقات الأولى كانت جيدة البعض نفر منها لما قد وصف بالجرأة الزايدة أو شيئ من هذا القبيل..

لكن البرنامج الصوتي هذا ليس بالقدر الكبير من الجمال كما نظن.. برنامج المش برنامج اتبث مؤخرًا أنه لا يملك شيئًا يمثل عنصر النجاح، هو الإبداع.. الإلهام، اتبث برنامج المش برنامج انه مجرد عملية استنساخ بل وربما ترجمة من لهجة إلى لهجة أخرى، لا بأس من إستنساخ اسم برنامج وتحريفه قليلاً.. لا بأس من استنساخ كوميكس على الفيسبوك وتحويله لمقطعٍ صوتي كجزء من حلقة، لكن ان يطال الاستنساخ بل السرقة حلقةً تلفزيونية كاملة من مسلسل كوميدي، هنا طفح الكيل وأصبح الأمر بذيء ومقزز!

منذ الحلقة الثانية بدأ برنامج المش برنامج في ما يمكن تسميته بالسرقة، حيث كان فحوى نصف الحلقة الأخير يتحدث عن محاولة السرقة لطالب هندسة، القصة التي تَمَلّأَ الفيسبوك بل وحتى غوغل بلس وتويتر! تم إغفال الأمر ولم يُثَر، لكن التغافل عن هذا الأمر يبدو أنه قد زاد من تمادي المش برنامج لكي تصل السرقة لصفاقة كبرى في حلقته الثامنة التي صدرت قبيل أيام قليلة، الحلقة التي يسخر فيها المش برنامج من دعاة الفيدرالية بإستخدام رمزية مسلسل الزير سالم التاريخي، المشهد هو نقل أشبه بالحرفي عن حلقة من حلقات مسلسل “قلية والديمقراطية” الذي يُعد الموسم الثالث من المسلسل والذي يعرف باسم “استاذ قلية”

لم يبذل البرنامج (المش برنامج) جهودًا حقيقة في ما يبدو لخلق أفكار جديدة ومعالجتهم لقضية الفيدرالية التي قد تكون في موضوع الساعة باستنساخ معالجة سابقة وتكرارها تمثيله مع تغيير المسميات والقليل من اللهجة في تصوري أمر كريه، وإن غفلت عنه الناس فهذا لن يكتب للبرنامج النجاح.. هاتوا جديدًا وكفاكم استنساخ، رجاءًا الرحمة بنا!

فوبيا، مما الخوف؟

مسلسل فوبيالوقتٍ طويل قبل الموسم التلفزيوني الرمضاني نُشرت إعلانات تحثنا على ترقب المنتج الكوميدي الجديد “فوبيا” الذي هو بصراحة مكرر فلا جديد فيه غير المخرج!

من يشاهد فوبيا يتذكر على الفور سلسلة “ليبيات” بأجزاءها المختلفة بل إن الأخيرة أفضل بكثير من فوبيا فتلك كانت بها إنتقاد يعتبر شديد وقوي في ذاك العصر… فوبيا يتميز بنص جيد أي نعم، تصوير واخراج جيد… أي نعم!، ممثلين جيديين.. أي نعم!

لكن هذا كله لم يغفل بأن يوقعه في فخ تكرار الافكار!، في الحلقة الواحدة الفكرة مكررة بامكانك من المشهد الأول أن تعرف كيف ستنتهي الحلقة لانها ماهي إلا نتائج مشهد مكرر لعدد من المرات كل مرة تضاف إليها فكرة بسيطة وهي المنظور الايدلوجي، مرة تحالف مرة إخوان مرة سلفية والخ…

لاكُن صريحًا معك فقد وصلت لمراحل متقدمة من التقزز من “الوطنية الزائفة” وللاسف طُعم العمل بها في بعض الحلقات خاصة “قادمون”، فوبيا كان الأمل الوحيد… كان كطوق النجاة لنا من فوبيا “مزاط الكوميديا الليبية” التي نزداد نغرق فيها كل عام! كُل لا جل الإنتاجات التلفزيونية هذا العام هي للكوميديا وكلها سيء رديء دون إستثناء هذا العام ايضًا شهدنا تشتت “الفنانيين”، وكلٌ منهم أصبح يمثل منفردًا… فرقة سماحة تمثيلكم بيش كل واحد يتعارك مع صاحبه ويدير مسلسل بروحه!

المهم، مسلسل فوبيا الكوميدي هو أفضل الأسوأ، أمر لا جدال فيها… لكن أن يقول احدهم أنه افضل إنتاج كوميدي ليبي على مر الزمن فهذا امر مثير للسخرية صراحةً، ولن اتطرق لمن يقول ان فوبيا سيدخل لمنافسة الاعمال الكوميدية في المنطقة!!

تنتابني الدهشة صراحة، وما يدهشني اكثر هو التهجم “العبيط” على المسلسل ووصفه مثلاً بجريلوفوبيا، لم يرون فيه من تهجم على محمود جبريل او تحالف القوى الوطنية الذي يرأسه!

مالاخير… العمل مازرطتش!

إعتكاف بسيط: بالنسبة للناس اللي عاجبها “الكور في الخليج” ويقولوا كانكم تنتقدوا فيه وما تنتقدوا احمد الشقيري؟، من قاللكم اصلاً ان الانتقاد للفكرة الانتقاد لان دمه ثقيل كان في البرنامج هضا والنوعية هذي مش ليه، وبـــس.