كانت الشتيمة شكلا من أشكال التعبير عن السلطة المطلقة طوال التاريخ، فالإهانة لها أدوار مختلفة، لكنها تصب جميعها في إطار التحدي والاستعلاء وإذلال الآخر؛ كان صاحب السلطة يتعمد إهانة الاشخاص على مرأى من الناس، لإذلالهم، وتحذيرهم من مصير مماثل، إلا أنني لا أعتقد أن الشتيمة استخدمت في عهد من العهود كما استخدمت من قبل السلطة الليبية منذ نصف قرن تقريبًاً، وعلى مستويات مختلفة… منها ما يتعلق بالإخلاص للمبادئ والمجتمع، ومنها ما يتعلق بالاتجاهات الفكرية، ومنها ما يتعلق بالأخلاقيات وبالخصوصيات، إلا أن أكثرها استخداما في ظل دولة المخابرات الثورية السباب الجنسي، وخاصة في مجتمع له حساسيته كبيرة تجاهها.
السلطة التي تفرط في استخدام الشتيمة، تُرسِخ في المجتمع استخدامها كشكل من أشكال التعبير عن رفض الآخر وإقصائه، وخاصة بين الموالين لها، حيث تمنحهم شيئاً من سلطة إهانة معارضيها ..
والشتيمة كانت دومًا علامة فارقة للسلطة المستبدة، تترافق مع سلوكيات مهينة إذا وقعت الضحية بين أيديها، بداية من التعرية.. وانتهاء بالاغتصاب ..
لا شك أن معارضي السلطة أيضا يستخدمون نمطا من الشتيمة إزاءها، لكنها شتائم ذات دلالات مغايرة تتقصد إظهار مظالمها وتعدياتها وارتباطاتها المشبوهة، وأحياناً تكون كنوع من إعلان القطيعة معها على نحو الجملة الشهيرة خلال أشهر الحرب: ‘‘بُّوشَفشُوفَة كَفْنَه في الخيمة المعفنة‘‘، فهي شتيمة واضحة الدلالة تتقصد رفض الروح الخبيثة والملوثة التي نفثها وكرسها القذافي في بنية السلطة التي مارسها وأورثها لأبنائه ..
والشتيمة أصبحت ايضا علامة فارقة ، وتحمل شيئا من الاتهام ، بل ربما تصبح مستندا للاتهام العشوائي ، وخاصة إذا كانت تدل على اتجاه سياسي مغاير .. على نحو:
امبريالي صهيوني رجعي خائن… الخ، وأيضا كنوع من التصنيف مثل أصولي ملحد ارهابي… الخ، لكن الأكثر تداولاً وانتشارًا كانت الشتيمة الجنسية ربما لأن مستخدميها أكثر اهتماما بهذا البعد عن غيره..
خلال العقود الأربعة الماضية كان استخدام الشتائم المقذعة نوعًا وكمًا دليلاً على مدى الاقتراب من نواة السلطة، فكلما زادت سلطة أي مسؤول فيها كان يترك العنان للسانه أن يفرط أكثر وينوع أكثر في استخدام الشتيمة .
الوسم: مدونات
ثلاثٌ على بلوجر ومثلها إلا بسنة على الوردبريس!
قرابة الثلاث سنوات قد مضت على وجود (وساميات) على الانترنت التي سبقتها محاولتٌ مختلفة على منصات كـ(مدونات مكتوب) ومن بعدها على الوردبريس رفقة +sufian saeed في مدونة (فينكس) العنقاء!.
وساميات تستقبل عامها الثالث على بلوجر والثاني على الوردبريس بلوغو جديد من تصميم المبدع Almohaned Design.
القالب على بلوجر حافظ على شكله السابق ولم تمسسه إلا تعديلات طفيفة، اما على وردبريس فقد تم تغيره إلى The Zoren!.
شكرًا لصبركم طوال هذه الثلاث سنوات!
التدوين في عام 2013 بنصفه الأول، ماذا أقول؟
هي أيام قليلة ونكون قد أغلقنا نصف العام من 2013، حوال ال 0.5×365 مرت مع تدوينات مختلفة لمدونيين متنوعون يستحقون الإحترام، هنا ساحول بشكل مقتضب سريع أن امر على جُل التدوينات التي قرأته خلال هذه الفترة ورآقتني…
ستكون البداية كوميدية ساخرة، الاسلوب الذي يثقنه كل من المصراتي و محمّد النّعاس ، المصراتي بمنتصف فبراير حملتنا تفسيراته العلمية الدقيقة لأصل كلمة “هلبة” الطرابلسية التي تعني واجد عند البنغازية (؛ الرابط العجيب الذي بين هلبة والحلبة سرده لنا البروفسور بالتفصيل الممتع الممل، يمكنكم الإستمتاع بقراءتها من هنا؛ التفسيرات لم تتوقف هنا، فالنعاس ايضًا قد ذهب وبحث كثيرًا فيما يبدو عن أصول الإبهار والإنبهار الذي أذهل العالم في تدوينته ” هات إبهارك وتعال وريني!“.
المزيد مع النعاس الذي روى لنا أخبار قبائل الموق موق الشريفة وسرد لنا نسبهم بالتفصيل، إستمتعوا بها من هنا.
مدونون مدونات ليبية كان لهم نشاط كبير من الصعب ان تختار عددًا من تدويناتهم التي لا تحصر! libyablog.org
في تدوينة غاية في الانسانية يسرد بوغرارة قصة أفريقي لقي حتفه في ارضٍ اسمها ليبيا… ماذا حل بصغيرته التي ضحى بها؟ انصحكم بقراءتها هنا، ليس بعيدًا عن واقعٍ مؤلم آخر سارة تقترب اكثر للعشوائيات التي تهدد كنزًا اثري للوطن، لقراءة تدوينتها من هنا.
هناك العديد من التدوينات الآخرى التي تستحق القراءة، سقط بعضها سهوًا، وأنا واثقٌ من ان عملي هذا ليس مثقنًا يكفي سبب أنني خاسر في حرب النوم وسلطان النوم الجائر أعلن نصره علي، ولكن قبل أن يتم هذا السلطان عمله، اتطرق بعجالة لموضوع التدوين… هنالك معاناة فعلاً لشح المدونون الليبين اتجه الجميع لساحات الفيسبوك -وتويتر وجوجل بلس بشكل أقل- وتركوا منصاتهم الحقيقية “مدوناتهم” ليتسببوا في فراغ للمحتوى الليبي على الإنترنت… محتوانا حُصر في الفيسبوك فقط!
دعوة للتفكير في هذه النقطة…
يوم التدوين الليبي ضد الحجب : شكـراً ولكن !
العام الأول لمدونة وساميات … ومشوار الالف ميل بخطوة !
![]() |
’’ صورة للشكل العام للمدونة في عامها الاول ‘‘ |