رصاصة في أحشاء عمتي

http://instagram.com/p/wUF6g4uXHC/

بدأ الأمر برمته بجهل الإنسان وكرهه تمازج الأمران وتكون سلاحٌ مُختلف الأصناف، تكونت هذه الأخيرة بفضلِ علم لا جهل بالطبع لكنه علمٌ مدفوع بالكراهية، وكراهية موهوبة للجهل، جهلٍ أعمى بالكراهية بشكلٍ أصح، منذ ذلك -وقبل- همّ الإنسان بإفتعال الحروب وأوغل في سفك الدماء حروبٌ لا تنتهي أحيانًا عرقية وتارة دينية وتارة أخرى بيئية معيشية، المهم أن الحروب تتكاثر.

يعلم الإنسان جيدًا معاناة الحياة في ظل الحرب إما لتجربةٍ سابقة أو روايات الأسلاف عنها أو معاينتها لدى الجيران، ومع ذلك لا يتردد في خوضها يرحب بها ويفتح لها داره ويوصد الباب عليها لتختلي به ولا يتمكن الحل الأهون أيًا كان شكله من الدخول.

“أي..” تأوهت واقفةً في مكانها جامدة بلا حراك، في ذلك الوقت جِسمٌ معدني غريب إخترق جلدها بسهولة كما فعل الزجاج وقطعة القماش من الستارة، غاص داخلاً ليصل إلى قولونها ويخترقه، ثم يكتفي متعبًا بالإستقرار هناك داخل أحشائِها.

في عصر أيامٍ سابقة بينما هي ساجدة صفير رصاص ومن ثم صوت إرتطام، تلقى حائِط غرفة نومها تلك الرصاصات غير البعيدة نسبيًا عن الشباك، بينما تتلقف غرفة المعيشة المجاورة الرصاصتين الأخرتين، ليس أمامك إلا السخرية تعقيبًا عما حدث، السخرية على ما قد يبكي، هو شيءٌ أساسي لنمط حياة تحت الحرب.

قبل لحظات من همسة “أي” إرتفع صوت الرصاص؛ ليس بإمكانك أن تعرف لِما؟ فعليًا ليس من حقك أن تعرف، في الواقع من يقذف بقذيفة الموت، هو أيضًا ليس واثقًا تمامًا لِما يفعل ذلك؟ كما أظن! إنتصبت متوجسة مبتعدة عن الغرفة خشية الرصاصة لكنها ولت الدبر تأمرني ناهيةً مستجدية -إجتمع النهي والأمر بتضاد الإستجداء- أن ألحقها مبتعدًا عن تلك الغرفة غير أني تباطأت كالعادة مستهزئًا بالرصاص لما سمعناه من صواريخ!

في المستشفى تُركت على السرير وهي تقاوم الآمها، بعد أن عانت لتصل إلى مكانها ذاك فليس بالهين أن تجتاز المتاريس القاطعة للطُرق، على السيارة أن تمشي على الرصيف، وعلى المتمترسين في الطرقات أن يروا بأن في السيارة إنسان يكاد أن يموت نزفًا، عليها أن تجاهد لتمشي على أقدامها أحيانًا فلا خيار فليس بالإمكان أن تعبر السيارة، هذا صحيح، عليك أن تموت قبل أن تصل إلى المستشفى، إلا إن حالفك الحظ وقاومت، هكذا فعلت هي.

في المستشفى ترى ثمار الحرب، مقاتلين يبكون رفاقهم وأخرين متفحمين، ترى الشيء العظيم، ترى كيف تصطك أسنان فمهم ليلاً من شدة البرد ولا يخفون بسمة على وجوهٍ لا تخفي الحرب طمعها لهم.

اليوم ستتألم عمتي من جرحٍ آلم بطنها ورصاصةٍ توسدت أحشائها، وليس لي إلا أن اتألم لها، وليس بوسع الكثيرين إلا التألم حسرةً على حبيبٍ قد فارق الحياة محاربٍ أم مسالم، ولحبيبٍ أصيب متألمين لألمه، أو بيتٍ قد نُسِف ونسفت معه ذكرياتهم ويومياتهم الدافئة.

الحرب كريهة نتنة، ولكن البشر يحبونها ويتلذذون برؤيتهم لها تنهشهم وتقضمهم فتبصقهم أشلاء، وإن جاهروا بكرههم لها، فهم في داخلهم يحبونها، يتعاطفون معها، جُبِلوا عليها!

مابين ليبيا ومصر تشتعل نيران الحقد..!

منفذ السلوم الحدودي… ملتقى البلدين ارض الكنانة والمختار، بلدين كانن تاريخيًا بلدًا واحدًا ولعل شيشنق قبل الاف السنون يشهد..!، ماذا عن اليوم؟ صدف أن كنت هنا.. في الحدود الفاصلة ل3 مرات في حياتي اولها كان عام 2011 في اغسطس، والثانية والثالثة على حد سواء كانت في سبتمبر من العام المنصرم.. صحراء مكفهرة تظر لك على إحدى الجوانب بحر والاخر امتدادات اوسع للرمال الذهبية…لم يتغير شيء بين الزيارتين لايزال المكان بشعًا كريهًا بما تعنيه الكلمة فالروائح النتنة تفوح من زوايا الجدران وهي الاخرى اسّود لونه اناس تتدافع بل تتطاير فوق بعضها وهذا مشهد فعلي لا اسلوب مجازي … ابناء المنطقة في الجهة الشرقية “مصر” اصبحت هذه مهنتهم يقتاتون عليها ويحصلون منها على لقمة العيش … إجراءات معقدة تزيد مشقة السفر… لكن طوال هذه الفترة لم نسمع بحدوث مشاكل كبيرة كما حدث الفترة الماضية فرغم اللامبالاة الرسمية للسلطة في طرابلس الى ان الامر يأخد منحى جدي سلبي أكثر وبشكل تصاعدي…
الحقيقة لازالت غائبة… هذا ما يمكن ان اقوله، روايات الجانب المصري حسب ما يمكن ان نشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وغيره تتهم الجانب الليبي بالتهجم والإعتداء على ابنائهم في ليبيا وخاصة في طبرق..! مجلس عمد ومشائخ مطروح المصري اصدر بيانًا جاء فيه:

نظرا لظروف الطارئة التي تشهدها العلاقات المصرية الليبية جراء الإحداث الراهنه في بعض الأهانات التي طالت أبناء مصر على الاراضى الليبية من ضربهم وسحلهم وترحيلهم من الاراضى الليبية وانتهاك حقوقهم الإنسانية والآدمية من الجانب الليبي وغلق الحدود بين البلدين واشتراط شروط مقحفة((اي مجحفة)) على أبناء مصر . بناء علية تم عقد اجتماع طارئ رداً على القرار المجحف على أبناء مطروح بغرض تأشيرة سفر والتي كانوا مستثنيا منها وتم اتخذ القرارات الآتية . أولا: نرفض الانتهاكات لأبناء مصر جميعاً ولن نسمح بها . ثانيا: تهيب بالسادة المسؤلين بمنفذ السلوم البرى بضرورة إيقاف إجراءات الوصول للمواطنين الليبيين إلى الاراضى المصرية وذلك لوجود حالة من احتقان شديدة لدى مواطني مصر عامة ومطروح بصفة خاصة جراء الانتهاكات الأخيرة بحق أبناء مصر داخل الاراضى الليبية وذلك لحين الوصول إلى اتفاق يرضى الطرفيين . ثالثا: تشكيل لجنة تمثل جميع أطياف المجتمع عامة وأبناء مطروح خاصة للإدارة تلك الأزمة والوقوف على حلها . رابعاً : نظراً لوجود حالة عارمة من الاحتقان الواضحة والتي باتت أوضح بشكل اكبر من ذي قبل وذلك كرد فعل على ما حدث لأبناء الشعب المصري على الاراضى الليبية من انتهاكات صارمة مخالفة للأعراف والمواثيق الدولية من انتهاكات يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان ، لذلك ياتى قرار العمد والمشايخ وممثلي قبائل مطروح كما سلف وذلك درءاً للمشاكل ودرءاً للأفعال التي قد لا تحمد عقباها .

كان ذلك هو النقل الحرفي لبيان مطروح… طبرق ردت ايضًا ببيان آخر:

اطلعت الاوساط السياسية والاجتماعية بمنطقة طبرق على البيان الصادر عن عمد ومشائخ محافظة مطروح وسجلت دهشتها وامتعاضها مما ورد به من مغالطات وتهم للجانب الليبي والتي لا تمت الى
الحقيقية بصلة وعارية تماما عن الصدق والواقع .وأبدوا استغرابهم من الادعاءات التى وصفوها بأنها زورا وبهتانا تعرض ابناء مصر على التراب الليبي لانتهاك حقوقهم الانسانية والادمية وانتهاكات
يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان وأكد الحكماء فى بيانهم ان فرض التأشيرة على كل من يدخل الاراضي الليبية بأن هذا القرار سيادي من حق جميع دول العالم واتخاذ كافة الاجراءات التي تحفظ امنها
وأستقرارها وتبرره وتجيزه كافة القوانين الدولية ولا يتنافى مع الاعراف الدولية واكدوا وقوفهم مع قرارات وزارة الداخلية الليبية الجهة الشرعية الوحيدة المناط بها تنظيم دخول الرعايا الاجانب الى

ما المشكلة؟؟ تشخيص الاشكالية هو الذي سيفتح الحل لانهاء المعضلة… ومن الصعب تشخيص السبب، الجانب الليبي يؤكد انه ما من إعتداءات من قبلهم على ابناء مصر ويتهمون مصر بالاعتداء عليهم اذا هي عملية تبادلية او بالاحرى وهو تطبيق حرفي لكلمة “المعاملة بالمثل” التي يرفعها كلا الطرفين… يقول البعض ان الامر كله محض فتنة ونعم الفتنة هي ان كانت فتنة فيجب الان ان تعالج لكي لا نراها على الامد الطويل… الأمر فعلاً مقلق وانتهاكات حقوق الانسان اصبح من الجلي ان حدثت وتحدث ومن الطرفين… على الطرفين ان يصارحا بعضهم… الجانب الليبي يؤكد ان ما يحدث هو فقط بسبب فرض التأشيرة على ابناء مطروح المحافظة الحدودية بينما الطرف الاخير او بعضهم وانا انقل هنا على لسان المدون والمغرد الزميل أنس القناشي فيكتب: ’’في ليبيا يروج مثيري الفتن لمقولة أن عرب مطروح يعتدون علي الليبيين بسبب قرار فرض التأشيرة، نؤكد أن هذا كذب لم ولن يحدث، وحتي لو فرضا انه حدث من بعض الصيع فإننا ندينه ونستنكره رغم انه لم يحدث حتي من الصيع، علي الطرفين ألا يضخموا الموضوع ويسعوا للتهدئة…‘‘ إشكالية آخرى هي الإتهامات المتبادلة في شأن آخر فبعد الاتهامات المزدوجة حول التعذيب، يزداد الوضع سؤًا مع اتهام اهالي طبرق لمطروح بانهم كانوا من المقربين للقذافي المخلوع فيرد اهل مطروح الاتهام على الفور للطرف الاخر وبانهم هم من كانوا من انسابه لتستمر هذه الاتهامات التي اقل ما يقال عنها قذرة…!
ما الحل… السيد القناشي طرح مبادرة احييه عليه وربما هي الخيار الصواب، الحل يكمن في أن يكون ختم الجوازات في مطروح وطبرق وليس علي الحدود للقضاء علي تواجد “المخلصاتيه” وبالتالي تصبح منافذ الجمارك مجرد بوابات للتأكد من أختام الجوازات وإحضار التأشيرة وكذلك فتح قنصليتين في مطروح وطبرق للدولتين وبالتالي فستسهل الإجراءات ويكون الدخول بالتأشيرة لكلا الطرفين  حسب هذا الحل يُقارح ان يكثف وجود الجيش في الطرفين للقضاء علي التهريب، وهو الامر الذي تشتكي من مصر وليبيا في آن واحد…
ختامًا ينبغي على الحكومة الليبية ان تتحرك بشكل سريع وجاد حول هذه القضية فيبدو جليًا ان الامر سيصبح خطير، وبشكل متوازٍ مع الاحداث المؤسفة في الكفرة…

طفولة مقتولة…!

صورة إنقضى يوم 15 فبراير، وانقضت ما بعده من أيام اثارت الرعب والهلع في اروقة الحكومة ومؤتمر التشريع نقلوها بدورهم للشارع… ما من خطر، ما من خوف…فقط إستنفار أمني في تلك الأيام لم يسلم منه الأطفال! 

تسير وتتجول في شوارع وازقة بنغازي التي تفتقر البنية التحتية وتكثر فيها “الحفر” والمطبات… وفي كل مفترق طرق تجد نقطة أمنية ما بين جيش ولجنة امنية او شرطة، ولكن احيانًا ستجدها من مليشيات غير تابعة للدولة وشباب المناطق والأحياء، لكن الغريب ان تصادفك نقطة أمنية من أطفال… نعم أطفال لا تتجاوز اعمارهم اربعة عشر ربيعًا… يقفون في ظلمة الليل وحدهم يحملون أسلحة نارية خفيفة يتوشحون وشاحًا اسود لعله يقيهم من رياح وبرد تلك الليلة العصيبة… طفولة قُتلت وحملت السلاح منذ الصغر…! 

تعود للبيت لتسمع العجب من رائتهم عيناك ليسوا الوحيدين ففي الخمس وزليتن وطرابلس وغيرها من المدن هي ايضًا تقتل فيها الطفولة… من أمطرهم بالمال ليقتل طفولتهم!؟ لماذا لم تحرك الدولة ساكنًا…!! 

الامن اولى من أي شيء! 

هذه هي الرسالة التي يود المجلس المحلي بنغازي ان يوصلها فحتى المليشيات غير التابعة للحكومة أعطيت الشرعية من محلي المدينة ، فبرائيه ان الامن هو اهم شيء المهم أن يفرض الامن مهما كانت السبل ولن استغرب ان كان السبيل هو قتل الطفولة او انتهاك الكرامة…

أكتب على أطفال ليبيا ان يعيشوا حياتهم بين دّوي الرصاص ورؤية الدم… اما ان لنا ان نصحح من الوضع ان لا نزيد من استمراره!!، لماذا لم نرى وزارة التربية والتعليم اضافة فقرات لمناهجها للتوعية من هذه الأخطر …! 

حفظ الله جيل المستقل! 

حرب شتاء بنغازي !

يوم عاصف …! وقارس بكل ماتعنيه الكلمة … امطار مستمرة تأخذ بين كل جولة وجولة إستراحة ربما هي استراحة محارب لها !! …
يبدو انها فعلاً كذلك فقد تطور الأمر وجرى إستخدام أسلحة جديدة … مهلاً … إنـه الـتبروري ’’ البرد ‘‘ هو السلاح الأكثر فتكاً فهو كرصاصة حارق خارق او الرصاصة الجرثومية … إلا انها باردة قاسية ولا تسبب اضرار جانبية تذكر !!
تخيلوا معي ان تستمر معنا حياة الحروب والجبهات في كل مناحي الحياة اليومية ؟؟