طوال الـ42 عاماً مضت … واجه الشعب الليبي كل انواع الظلم والقهر … فنُكل به , وعُذب , وسُجن , وسُبي , واغتُصب , واُهين …. حتى اعتقد ’’الزعيم‘‘ أنه إستطاع القضاء على أهل هذه الارض وأنه أحرقهم جميعاً وأصبحوا رماداً منثوراً … لا حول لهم ولا قوة , ليستفيد هو ومن تهلوسوا بفكره الاخضر ؛ ابناءه وزبانيته على حدٍ سواء . … من ثروات البلاد وينشروا فيها الفساد وكل المنكرات … ولكن , هيهات … هيهات , لم تأتي الرياح بما يشتهي قبطان السفينة الخضراء , فقد إشتعلت نيران الحق بقرطاج لتذق ناقوس الحذر … وماهي إلا سويعات لتعم موجة مدوية في أرض الكنانة هي صرخة غضب … فعلم ملك ملوك الجن والزعيم ” الاوحد ” أن عرشه على المحك , فصار يعد عدته … لا للرحيل , بل الاستماتة في القتل وسفك الدماء فالقتل ثم القتل ,ولو انه قال بغرورٍ في نفسه : ( … انا ملك الملوك , والشعب قد قتلته من زمان لايمكن ان ينتفض ضدي الان !) … وجاء الوعد الحق .. ودقت في السابع عشر من فبراير ساعة الصفر … ليلملم الشعب افراده ليحيى كريماً بكل فخر , تماماً كالعنقاء .. تحيا من رمادها المندثر …. ومكَّن الله عباده على الحياة مجدداً … فأمسى ” الزعيم ” يشعر بالخنقة والخطر ! … ووجه كل قواته وقدراته على دلك الشعب المنتفض في لحظة سذاجة منه وانعدام العقل … لكن للعنقاء بعد ان تحيأ إرادة … أبداً لاتقهر …فهُزم الباغي وقواته بفضل من الله المُنتصر , واصبح فجر يلوح في الآفق آن لكم ياليبيا …يا مَن قاومتم كل مستعمر على قلبكم جثم , بإنتفاضة شوكتها ابداً لاتنكسر … فكما رجع الشعب للحياة بعدما قتل , سيبنى المستقبل ايضاً بعد ان دُمر الصنم … اليوم تحرر الوطن , والبشر , والسماء والبحر , والارض والحجر … من إستغلال ذلك ” المُفكر الأخضر ” .
إن كانت العنقاء وقصتها العجيبة … ” إســطــورة ” … فينبغي أن ماقام به الليبين في ميادين القتال وتنظيم الصفوف , وكل ركن من اركان هذه الثورة , كان بـحق إسطورة بحد ذاتها فهذا الشعب رغم كل ماواجهه من سلاح , وانتهاك حرماته , لم يخضع أبداً ولو لبرهة قليلة من الزمن لذلك الطاغي … إن الاسطورة الليبية إحدى أروع الاساطير التي ستروى في المستقبل والحاضر … لكنها ابداً لم تكن من نسج الخيال … بل هي واقع … بل هي أم الوقائع … لقد شَّرف الليبيون أجدادهم المجاهدين في هذه الثورة المباركة , كما شرف اجدادنا بجاهدهم المبارك ضد كل الغازين … لن نعود للقيود , قد تحررنا وحررنا الوطن … ليبيا … ليبيا … ليبيــا