الشعب يريد إبليس..!


صورة لصلاة جمعة من ويكيبيديا

أنصار إبليس…
تحول الصراع في وطنٍ تعيس فسيح، فسيحٍ أكثر من اللازم في مايبدو، وفي جمعةٍ من الجمعات المملة يتململ ويتقدم العالم الرباني بكل وقار ويصعد درجة درجة على منبره ليخطب بالناس ويحكم علينا بما يشاء بإسم الدين… ينحني رأسه قليلاً وتظهر علامات الحزن على وجهه ليتحدث بصوت خافتٍ هادئ آسفًا على تدهور الحال وما وصل اليه المجتمع ” الناس يقتلون بعضهم”، “ما عاد هنالك آمن أو آمان”، “الخوف يعم المدينة” وهكذا إستمر الشيخ يشخص في عوارض المرض الذي أبتليت به المدينة وكأنه مرض عضال أقسم بأنه لن يبرح عن جسد بنغازي حتى يقضي عليها وتُدفن في التاريخ…
بعد أن شُخص المرض.. مالسبب؟ فيقال أنه إذا عُرف السبب بَطُلَ العجب… لكن الشيخ -جزاه الله عنا كُل خير- قَّلب المثل رأسًا على عقب فأصبح العجب من السبب…
” الله يقول من سبع سموات إن الحكم لله؛ وهم في ما يسمى بمظاهرة إنقاذ بنغازي يقولون لا نريد تحكيم شرع الله” هنا في مشهد درامي مؤثر يصمت شيخنا للحظات متجهم الوجه ويصيح ” مظاهرة يقودها إبليــس، ويهتفون وراءه الجاهلين”…
إبليس، وعلاقته العجيبة بهذا الشعب التعيس…!
ربما كتب الله على هذه الأمة التي تعيش في هذه الرقعة من الأرض المسماة بليبيا التعاسة الإبليسية طول الدهر، فهذا الشعب هو شعب يعبد إبليس ومن أنصاره فقال في ما مضى ” إبليس والا إدريس” واليوم كما ينسب شيخنا أن أنصار إبليس يخرجون في مظاهرات الفتنة والفساد ينادون بالرذائل والإختلاط والحرام وهلم جرا…
يا إبليس اترك الليبين وشأنهم!… لحظة الشعب يريد إبليس فكيف يمكن أن يدع إبليس الليبيين وشأنهم… فهو يقول في قرارة نفسه ” آول ما بيبول ذاي لاف مي” وبشهادة مشائخهم…!
اولئك “الآبلسة” قادوا تظاهرات في سبتمبر من عام 2012 ليوقفوا التعذيب في المعتقلات فإبليس أيها الأخوة مخلوقٌ قلبه رهيف لا يحتمل مشاهد التعذيب ولا يتلذذ بها، إبليس هو من يريد أن يوقف السلاح المؤدلج عند حده فهو مخلوق يحب الآمان، الإبليس حقًا هو من من يقول ما لا يفعل ويفعل ما لا يقول، هو من يتلذذ بالعتذيب في سجون سرية، هو ابليس…
أبلسوا المجتمع، ثم قولوا أن هدفكم هو اسلمة المجتمع… أكذبوا وعيشوا في وهمكم فإن الشعب لعمري لمستيقظ ولخزعبلاتكم غير مُصدق…
تحية لكل إبليس صغير خرج في مظاهرة قادها ابليس كبير لأجل العدل والأمن والأمل!
كانت جمعة إنقاذ بنغازي وظلت الى اليوم كذلك، وكانت في أعينهم إغراق بنغازي في الدم وتمنوها كذلك وسيظل الأمر على حاله… هم يريدون إغراقها، ونحن لازلنا مُصرين على إنقاذها مع كامل الوطن…
خارج النص،،
في نفس اليوم وزعت مناشير على كافة المصلين والمحال التجارية المحيطة تحذر من الخروج في مظاهرات لـ”وأد الفتنة، وتضيع الفرصة على اعداء الوطن وعدم إراقة الدماء من جديد ومنعًا للتقسيم!” الجميل هو نص ” لنجعلها جمعة بلا فتنة، لنجعلها جمعة بلا مظاهرة”… فالمظاهرات السلمية هنا فتنة وتقسيم وخيانة وعمالة لكن التلويح بالسلاح هو “فرض كفاية” وحسب.

رأيان حول “الشعب يريد إبليس..!

  1. Tina F. Hancock

    المجلس الوطني كان رأيي واضحاً فيه، فهو قاصر عن تحقيق مطالب الشعب الليبي بالعيش في حرية وأمن وآمان الذين لم يتمتع بهما المواطن حتى الآن.. لم نجد من هذه الحكومة أي تفعيل لدور الجيش أو دور الأمن الوطني، بل وقفت عاجزة تتفرج ولا أجد لها وجودا إلا في محطات الإذاعة المرئية والمسموعة بأن المجلس قام بكذا وكذا، وفي الحقيقة أن ليبيا بلد مفتوح لكل من هبّ ودبّ، لا تستطيع أن تقول إننا نسيطر على الأمن، لذلك كانت هذه الدعوة في محلها وقد حركت كما قلت لك راكداً.. الحكومة والمجلس للآن لم يحققا مطالب الشعب والتي من أولها الشفافية، والتي هي في الأساس معدومة لدى المجلس الوطني الانتقالي.. هناك أموال أخذت دون تسجيل ومن دون معرفة أين صرفت، أعضاء المجلس لا يعرف عنهم إلا القليل ولم يبينوا للناس من هم ولا حتى سيرتهم الذاتية.. هذا الشرط لابد أن يتوفر حتى يعلم الناس من يحكمهم.. قسم منهم متعاونون مع نظام القذافي السابق لذلك أريد أن أفهم وأريد أن أقول إن تبديد ثروة الشعب في غير طاعة الله والتي تحدّث عنها وزير المالية، والذي قال:”إن المليارات تأتي وتخرج ولا أدري أين تذهب”،لو كان هذا الكلام في دولة ديمقراطية فماذا يكون الرد؟ قد تكون ثورة قد يكون انقلابا.. لم نسمع للمجلس الوطني الانتقالي أي نقد أو تصحيح، لم نسمع من الحكومة أية ردة فعل، وحينما تعرض مقر المجلس في بنغازي للتكسير هل سمعنا أي ردة فعل من قبل الحكومة وكأنها هي في واد والمجلس في واد آخر.

    إعجاب

ضع تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s